كشف تقرير صادر عن شركة OpenAI، مبتكرة ChatGPT، أن عملاء يُشتبه في ارتباطهم بالحكومة الصينية طلبوا من النموذج الذكي المساعدة في كتابة مقترح لأداة مراقبة واسعة النطاق، بالإضافة إلى المساعدة في الترويج لأداة أخرى يُزعم أنها تفحص حسابات وسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن "خطاب متطرف".
يدق التقرير ناقوس الخطر حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا المرغوبة لمحاولة جعل القمع أكثر كفاءة، ويقدم "لمحة نادرة عن العالم الأوسع للانتهاكات السلطوية للذكاء الاصطناعي"، حسبما ذكرت OpenAI.
تخوض الولايات المتحدة والصين سباقًا مفتوحًا على التفوق في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث تستثمر كل منهما مليارات الدولارات في قدرات جديدة. لكن التقرير الجديد يُظهر كيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل جهات فاعلة يُشتبه في تبعيتها للدولة لتنفيذ مهام روتينية نسبيًا، مثل معالجة البيانات أو تحسين صياغة اللغة، بدلاً من تحقيق إنجازات تكنولوجية جديدة مذهلة.
أدوات المراقبة والاستخدامات السلطوية
في إحدى الحالات، طلب مستخدم لـ ChatGPT "من المحتمل أن يكون مرتبطًا بجهة حكومية صينية" من النموذج المساعدة في كتابة مقترح لأداة تحلل تحركات السفر والسجلات الشرطية لأقلية الإيغور وغيرهم من الأشخاص "عاليي الخطورة"، وفقًا لتقرير OpenAI. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية في إدارة ترامب الأولى قد اتهمت الحكومة الصينية بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق مسلمي الإيغور، وهو اتهام تنفيه بكين بشدة.
وأضاف التقرير أن مستخدمًا آخر يتحدث الصينية طلب من ChatGPT المساعدة في تصميم "مواد ترويجية" لأداة يُزعم أنها تفحص منصات مثل "إكس" و"فيسبوك" بحثًا عن محتوى سياسي وديني. وأعلنت OpenAI أنها حظرت كلا المستخدمين.
أداة في العمليات السيبرانية العالمية
يتضمن تقرير OpenAI أمثلة أخرى توضح كيف أصبح الذكاء الاصطناعي شائعًا في العمليات اليومية للمخترقين المدعومين من الدول والمجرمين والمحتالين. فقد استخدم قراصنة يُشتبه في ارتباطهم بروسيا وكوريا الشمالية والصين ChatGPT لأداء مهام مثل تحسين برمجياتهم أو جعل روابط التصيد الاحتيالي التي يرسلونها إلى أهدافهم أكثر إقناعًا.
إحدى الطرق التي تستخدم بها الجهات الفاعلة الحكومية الذكاء الاصطناعي هي تحسين نقاط ضعفها السابقة. على سبيل المثال، كثيرًا ما واجهت الجهات الفاعلة الصينية والروسية صعوبة في تجنب الأخطاء اللغوية الأساسية في عمليات التأثير على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال مايكل فلوسمان، خبير أمني آخر في OpenAI، للصحفيين: "الخصوم يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتحسين حرفيتهم الحالية، وليس لابتكار أنواع جديدة من الهجمات السيبرانية".
رد الصين والجانب الآخر من الاستخدام
عند سؤاله عن نتائج OpenAI، قال ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن: "نحن نعارض الهجمات والافتراءات التي لا أساس لها من الصحة ضد الصين". وأضاف أن الصين "تبني بسرعة نظام حوكمة للذكاء الاصطناعي بخصائص وطنية مميزة"، مؤكدًا على التوازن بين التنمية والأمن.
في غضون ذلك، استخدم محتالون يُرجح أنهم يقيمون في ميانمار نماذج OpenAI لمجموعة من المهام التجارية، بدءًا من إدارة الحسابات المالية إلى البحث عن العقوبات الجنائية لعمليات الاحتيال عبر الإنترنت.
لكن في المقابل، يتجه عدد متزايد من الضحايا المحتملين لاستخدام ChatGPT لكشف عمليات الاحتيال قبل وقوعهم ضحية لها. وتقدر OpenAI أن ChatGPT "يُستخدم لتحديد عمليات الاحتيال بمعدل يصل إلى ثلاث مرات أكثر من استخدامه في تنفيذها".
كما أن القيادة السيبرانية الأمريكية، وهي الوحدة الهجومية والدفاعية في الجيش، أوضحت أنها ستستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم مهمتها، حيث تعهدت "خارطة طريق الذكاء الاصطناعي" الخاصة بها بـ "تسريع اعتماد وتوسيع نطاق القدرات" في هذا المجال.