يجمع **ليبرون جيمس** و**تايلور سويفت** قواسم مشتركة تتجاوز كونهما من أكبر الأسماء في مجالهما ومليارديرات، وموهبتهما ستُدرس وتُحترم لأجيال قادمة. فكلاهما بارع في استغلال الاستثمار العاطفي العميق لمعجبيهم لترويج المنتجات.
القرار الثاني لليبرون جيمس: من ميامي هيت إلى هينيسي
وسط شائعات اعتزاله التي استمرت طوال العام الماضي مع تجاوز نجم كرة السلة الأربعين من عمره، أثار جيمس الترقب يوم الاثنين بإعلان غامض: **"القرار الثاني"**. كان هذا تلميحًا واضحًا لبرنامجه التلفزيوني الخاص "القرار" عام 2010، الذي أعلن فيه على الهواء مباشرة انتقاله إلى فريق **ميامي هيت** ليشكل فريقًا خارقًا مع **دواين ويد** و**كريس بوش**.
كان ذلك البرنامج التلفزيوني لحظة فارقة في عالم مشجعي دوري كرة السلة للمحترفين (NBA). لم يسبق أن حظي قرار انتقال لاعب حر بمثل هذا الضجيج والمتابعة الدقيقة. مجرد ذكر عبارة "القرار" أو "سآخذ مواهبي إلى..." يعيد ذكريات واضحة لمعجبي جيمس الذين يتذكرون أين كانوا في تلك اللحظة. لذا، كان من الطبيعي الاعتقاد بأن شيئًا كبيرًا قادمًا.
لكن التوقعات كانت خاطئة.
بدلاً من إعلان اعتزال مفاجئ أو موسم أخير احتفالي، أعلن جيمس في مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أنه "يأخذ مواهبه إلى **هينيسي VSOP**".
نعم، كان إعلانًا تجاريًا — خدعة اعترف بها جيمس باستخدام بعض الرموز التعبيرية: وجه يغمز، ووجه يخرج لسانه، وتاج (بالطبع).
تايلور سويفت و"العد التنازلي": استراتيجية تسويق أم استغلال للمعجبين؟
بالنسبة لأولئك الذين تابعوا هوس "**Swift-o-mania**" الذي بدأ في اللحظة التي ظهر فيها عداد تنازلي على موقع تايلور سويفت في أغسطس، بدا الأمر مألوفًا جدًا.
تمامًا مثل جيمس، تتمتع سويفت بقاعدة جماهيرية مخلصة تتابع كل تحركاتها. إنها علاقة تم بناؤها على مدى يقرب من 20 عامًا. فهي "العقل المدبر"، تخطط لتلميحات صغيرة و"بيض عيد الفصح" (Easter eggs) قبل سنوات، مما يدفع جيشها من المعجبين إلى البحث بعمق لمعرفة ما تقصده أو ما قد يأتي بعد ذلك.
في مناسبات متعددة منذ الإعلان عن ألبومها الجديد، توقف العالم بالنسبة لمعجبيها مع ظهور عداد تنازلي آخر. وبأنفاس محبوسة وأعصاب متوترة، انتظر معجبو سويفت بفارغ الصبر لمعرفة ما هو قادم.
ثم يأتي الإعلان عن إصدار جديد آخر من الألبوم على الفينيل، أو على قرص مضغوط، أو فيلم جديد يضم لقطات من وراء الكواليس من استوديو التسجيل، أو ربما بعض البضائع الجديدة التي ستكون مصحوبة أيضًا بنسخة مادية من الألبوم — على الرغم من أن معظم الناس لا يملكون أي وسيلة لتشغيل النسخ المادية.
تكتيك شائع بأسلوب جديد
هذا التكتيك ليس جديدًا تمامًا. فقد استخدمه رياضيون آخرون، وحتى في عالم المصارعة المحترفة، يتم إثارة حماس الجماهير بإعلانات كبرى تكون في النهاية مجرد محاولة لزيادة الأرباح.
لكن المستويات التي وصل إليها جيمس وسويفت في تلميحاتهما هذا الشهر كانت لافتة.
فقد ارتفعت أسعار تذاكر فريق **لوس أنجلوس ليكرز** بشكل كبير مع تزايد التكهنات بأن جيمس قد يعلن بالفعل نهاية مسيرته الرياضية.
أما سويفت، فتصدر ألبومًا تلو الآخر بأدنى الاختلافات — نسخة صوتية من أغنية هنا، أو أسطوانة بلون مختلف هناك — لدرجة أن حتى أكثر معجبيها حماسًا بدأوا يشعرون بأن الأمر مبالغ فيه بعض الشيء.
إلى أي مدى يجب أن نثق في نجومنا المفضلين؟
يطرح كل هذا سؤالًا واحدًا على المعجبين: ما هو حجم اهتمامنا واستثمارنا العاطفي الذي يجب أن نمنحه لنجومنا المفضلين عندما يكون كل ما يحاولون فعله هو بيعنا منتجًا آخر؟