أعلن **متحف التاريخ الطبيعي** في لندن يوم الجمعة عن اكتشاف نوع جديد من الديناصورات يتميز بسمة فريدة جدًا: هيكل يشبه الشراع يمتد على طول ظهره.
اكتشاف في جزيرة وايت
تم اكتشاف عظام **"إستيوراكيس ماكارثوراي" (Istiorachis macarthurae)**، الذي سُمي تكريمًا للبحارة البريطانية الشهيرة **إلين ماكارثر**، في **جزيرة وايت**، وهي جزيرة صغيرة تقع قبالة الساحل الجنوبي لإنجلترا. عاش هذا الديناصور هناك قبل أكثر من **120 مليون سنة** إلى جانب أقاربه من ديناصورات **الإغوانودون** — وهي مجموعة من الديناصورات العاشبة التي عاشت من أواخر العصر الجوراسي إلى أوائل العصر الطباشيري.
لا يعرف العلماء على وجه اليقين سبب امتلاك هذا الديناصور لهذا الشراع المبالغ فيه على ظهره، لكنهم يفترضون أنه ربما كان يساعده في جذب الشريك والتعرف على أفراد نفس النوع.
في السابق، كان يُعتقد أن هذه العينة، التي اكتشفت قبل حوالي 40 عامًا، تنتمي إلى أحد نوعي الإغوانودون المعروفين اللذين عاشا في جزيرة وايت.
ولكن عندما كان الطبيب المتقاعد **جيريمي لوكوود** يعيد فحص العظام كجزء من دراسات الدكتوراه الخاصة به، أدرك أن "هذه العينة لديها أشواك عصبية طويلة بشكل خاص، وهو أمر غير عادي للغاية".
ساعد تحديد هذه الميزة الشراعية المميزة في تعريف هذا الديناصور، الذي كان يبلغ ارتفاعه حوالي **مترين** ويزن حوالي **1000 كيلوجرام**، كنوع جديد. ونشر لوكوود نتائجه في مجلة **Papers in Palaeontology** يوم الخميس.
وأضاف: "إن اكتشاف إغوانودون آخر من جزيرة وايت يوضح أن هذه المنطقة كانت متنوعة جدًا في أوائل العصر الطباشيري. وأنا متأكد من أنه ستكون هناك المزيد من الاكتشافات في السنوات القادمة".
لماذا الشراع؟
وجد لوكوود أن **إستيوراكيس ماكارثوراي** عاش في وقت كانت ديناصورات الإغوانودون تتطور لتطور أشواكًا أطول فأطول على ظهورها.
وقال لوكوود: "نعتقد أن هذا كان جزئيًا لارتباط العضلات". وأضاف: "كانت الإغوانودونيات تتغير من ديناصورات صغيرة تمشي على قدمين إلى حيوانات أكبر بكثير تقضي وقتًا أطول على أربع أرجل، لذلك كانت ستحتاج إلى دعم عضلي أقوى لعمودها الفقري".
حتى في هذا السياق، يعتبر العمود الفقري لـ **إستيوراكيس ماكارثوراي** غير عادي. يرفض لوكوود نظرية محتملة مفادها أن الشراع كان يمكن أن يساعد الديناصور في تنظيم درجة حرارة جسمه، قائلًا إن "شراعًا به الكثير من الأوعية الدموية سيكون معرضًا جدًا للهجوم ويمكن أن يسبب فقدانًا هائلاً للدم إذا تعرض للتلف".
بدلاً من ذلك، يعتقد أن "**الإشارة الجنسية هي التفسير الأكثر احتمالاً**"، مما يعني أن الشراع كان سيؤدي وظيفة مماثلة لذيل الطاووس الذكر.
وأضاف: "عندما تكون إحدى الخصائص مبالغًا فيها بما يتجاوز وظيفتها العملية في الحيوانات الحية، فإن ذلك يرجع دائمًا إلى الضغط التطوري لجذب شريك. ويبدو أن شراع *إستيوراكيس* هو مثال آخر على ذلك".